قصة قصيرة:
رسائل النجاة!
عاند الطريق
والطريقة، ووقف (مسعود) على
قارعة المصير يهتف:
- ظلموني.. سرقوا
حلمي.. أي شرف
يسكن نفوسهم.. أي
نبل تعلموه في
بيوتهم؟!
اقتربت منه عجوز حدد الزمن عمرها بخطوط عريضة حفرها في وجهها الطيب، وهمست:
- يا بني.. هم
ظلموك فلا تظلم
نفسك بالابتئاس.. دعهم..
فالغي يهلك صاحبه..
والظالم لا شك
هالك..
بروح محتقنة قال:
-
يا خالة..
ماذا بقى لي
غير البكاء على
حلم سرق؟
-
بقى لك البحث عن حلم جديد..
-
والعمر الذي انقضى في خدمة الذي ضاع؟!
-
ما كان لك.. لو كان لوصلك..
-
أواه.. أين أنت أيها النسيان؟
- يا بني لا تركب معهم نفس المركب فشراعهم تجاريه رياح من بطن العفن.. انجو بنفسك يا ولدي.. بل اشتهي النجاة من براثنهم..
-
لكنه الهروب!
-
من معركة على دنيا منتنة..
-
وربما هو الخزي..
-
الخزي ليس للمترفع بل للمتدني..
-
وماذا أنا بفاعل؟
-
الصواب.. ولا تنظر وراءك.. بل أمامك.. انطلق فتلك إشارة لأن تحذو بطول الأمل..
انفرجت عقدة (مسعود) شيئا فاغمض عينيه، ثم راح يردد كلمات كأنها منمنمات تريحه.. ثم تنبه على أن أحداً ليس أمامه.. تساءل في ارتباك:
-
أين ذهبت يا اماه؟!
لكنها لم تكن لتذهب بهذه السرعة من مجال رؤيته وادراكه.. وحارت عينا (مسعود) من فرطت ما فتشتا في الأنحاء.. بيد أنهما فشلتا في العثور على الخالة الطيبة.. أو كما دعاها "الأم الحانية".. ثم تبسم ثغره وازدادت عقدته انفراجاً بعدما آمن بأن "رسائل النجاة" تأتي هكذا في هيئة الطيبات!
(الاسكندرية في 10 ديسمبر 2024م)