حزن وقمر..

 قصيدة بالفصحى:

حزن وقمر..

كم֯ أنَّ الحزنَ يقيضني

يدمي المعصم֯..

ويحدُ نشاطَ الأبدان֯

وإلى العبراتِ يدفعني

يبكي العينَ..

ويذلُ جبينَ الإنسان֯

وكسيرٌ قلبي..

وبرغمي..

وبعيني تعبثُ ألوان֯

ألوانُ الظلمِ تؤرقني

فيجيءُ المطرُ فيمحوها..

وبيدهِ يخطُ العنوان֯

ألوانُ الخوفِ تشتتني

فيجيءُ القمرُ يشتتها..

من عينِ الأرقِ والحرمان֯

يرهبني لونُ الدمعِ..

في جوفِ الحزنِ المتسعِ..

دوماً ما يؤذي جفني..

لونُ الدمِ المنسابِ..

من بين شقوقِ الأحزان֯

الحزنُ لونٌ يتعسني

وعصابةٌ وهمٍ تعميني

كي تحجبَ عني..

أسراراً حولَ الأكوان֯

فأصيرُ ماءً متجمد֯..

بروابي السحرِ المتفرد֯..

لا يكسرُ قيدي إلا الشمس֯..

تشرق֯..

فأذوبُ..

يتصاعدُ حولي الدخان֯

لكني – أيضاً – أتهادى..

ثم يستقبلني السهل֯..

فأمدُ بقدمي..

أتمادى..

فلعلي قد أجدُ الحل֯..

لكن֯ لن֯ يُسعفني بيان֯!

فالسحرُ الماثلُ بالعينِ..

يخضعُ له֯..

أحزاني وظني!

وجديدٌ يُولدُ في بطنِ الليل֯..

فوقَ الرطباتِ والكثبان֯

تتلألأُ صفحاتُ الماء֯

وتُضاءُ شتى الأجواء֯

فلتهدأُ إذن الأنواء֯

كي لا يشتعلُ البهتان֯

يتسربُ نحوي كالنسمات֯

كشعاعِ الشمسِ في الظلمات֯

نورٌ أبيضُ للسبلِ..

للراحةِ.. للهذيان֯

كم֯ أعشقُ فيه֯..

قوةَ ربي..

وأناجي إلهي..

خالقني..

كاشفُ سترَ الأسرار֯..

أن֯ يحي ضياءَهُ في قلبي..

ويمزقُ عنه الكتمان֯

فهنالك أبدو منتعشا..

أنشدُ أشعاري..

لا أخشى!

أكشفُ أسراري..

لا أخشى!

فاليومُ تخضعُ أشيائي..

ويموتُ فيها العصيان֯

إن֯ تبكِ العينُ..

فلتبكِ في كأسِ الدمعِ..

وليشربَ منه الظمآن֯

لم يعد֯ الدمعُ يرهقني

بل تحتَ القمرِ يطربني

يحملُ عن نفسي عبئا..

يربكُ رسخاءَ البنيان֯

يدفعُ عن نفسي الآهَ..

يطبعُ فوقَ رمالي الذكرى..

وينيرُ الدربَ الملتف..

حولَ الأعناقِ..

ويسلسلُ أيدي النسيان֯

يهبطُ فوق الموجِ الهادئ֯..

فتخورُ قواهُ المزعومة..

يهتزُ مطيعاً بين الشطآن֯

يفتحُ قلبي للدنيا..

ملئَ الدنيا..

ويزينُ كلَ الأفقِ الطواقة֯..

ويعنونُ للسعدِ بطاقة֯..

كيداً في نحرِ الشيطان֯

ولإنَّ القمرَ من خَلقِ الله֯..

فالقمرُ آية֯..

للتدليلِ على الاعجاز֯..

من بين آيّ القرآن֯

ولإنَّ القمرَ من الملكوت֯..

فأشعتُهُ فوق الأرضِ السيناءِ

تكسبها سماتٍ..

والعليا..

هي مهبطُ بعضُ الأديان֯

فاصبر يا قلبي..

وتمسك֯ بشراعِ الدين֯..

وارحل֯ عن خوفِك֯..

وتعود֯ أن֯ تحيا أمين֯..

وتعلق֯ بحبالِ الصبرِ والسلوان֯

فغدا تجدُ الحرية֯..

تشرقُ شمسٌ ذهبية֯..

تنيرُ طريقي بفضلِ الله֯..

وأظلُ أعشقُ ملكوتَه..

ملكوتُ الطهرِ المستنكر֯..

القبحِ الغازي للإنسان֯

(المنصورة في 14 أغسطس 1994م)

تعليقات