مقال علمي:
الطحالب البحرية كنز من الفوائد الطبية..
في تجربة
عجيبة، حقن العالم الفرنسي) رينيه كلينتون) في مطلع القرن العشرين كلب بماء البحر عوضا عن دمه لمدة ثلاثة أيام، واستمر الكلب على قيد الحياة.. ومن ثم استنتج أن للطحالب أيضا ذات قدرة شفائية، حيث أنها تتغذى على ذات العناصر المعدنية الموجودة بماء البحر.. بل وشبه مياه البحر بعد تحليلها بـ (بلازما الدم) إلى حد كبير !
كما قال
بعض علماء البيولوجي إلى أن "الحياة البيولوجية تأتي من البحر.. وشبهوا ذلك بنمو الجنين في رحم أمه سابحاً في مياه تشبه خصائصها مياه البحر إلى حد بعيد، وهذه المياه تساعد على تغذية الجنين"!
من الطحالب البحرية يُستخرج اليود بكمية ذات قيمة في حماية الإنسان من الإصابة باضطراب في أداء الغدة الدرقية.. وللعلم فقد كان اعتلال الغدة الدرقية يعالج - قبل 50 قرن - بواسطة الطحالب حيث كانت تملك القدرة على تنظيم الجهاز الهرموني للمحافظة على مستوى اليود بشكل يناسب أداء الغدة الدرقية.. ناهيك عن حماية جسم الإنسان من العديد من أعراض نقص هذا الهرمون كالتخلف العقلي وقصور نمو الجسم لدى المواليد والتعب والإجهاد والخمول البدني والذهني والنفسي لدى البالغين، فضلاً عن اضطراب الجهاز المناعي، إلى غير ذلك من أعراض.
ومن عجيب ما ذكره المؤرخون
أن ملوك الإغريق وأباطرة الرومان كانوا يستحمون بمياه البحر لإزالة السموم الناجمة عن تخمة المآدب السخية.. تماهياً مع هذا، فقد ثبت أن للطحالب قدرة عالية على إزالة السموم والفضلات من الجسم.
كما وثبت أن الطحالب
البحرية تنعش الجسم، وتلين ما فيه من مناطق قاسية، وتزيل البلغم، وبقايا الإشعاعات من الجسم، وتدر البول، وتلطف الغدد اللمفاوية، وتقوي الجهاز اللمفاوي، وتزيد من قلوية الدم، وتقلل من حدة كسل الكبد، بل وتحفز على أداء أفضل، وتساعد على خفض نسبة الكولسترول والدهون الضارة في الدم.
وتساعد الطحالب البحرية في خفض وزن الجسم.. وفي هذا التوجه - أيضاً - وُجد أنها تساعد بشكل ملحوظ في التخلص من (السيلولايت)؛ حيث يتم فرد نوع معين من الطحالب على الجسم، فتعمد إلى تسخينه، بما يساعد على تدفق الدم وتغلغله داخل الجلد فيعمل على شده بوتيرة سريعة.. والطحالب تساعد - أيضاً - على شد الصدر بعد الولادة، ومفيدة جداً في علاج التشققات في الجلد.. ولقد كانوا يضعون كمادات الطحالب - في القرن السادس الميلادي - على بطون الحوامل لتقويتها وتجنبا للولادة المبكرة.
كذلك، فقد استخرج فريق من العلماء اليابانيين - في جامعة هوكايدو - من أحد الطحالب البنية (أوندريا
بيناتفيدا)؛ والمستخدم ضمن المنكهات في بعض أنواع الحساء الأسيوية كحساء (ميسو) الياباني التقليدي - مركب صبغي طبيعي يُعرف بـ (فوكوكسانثين) ساعد على فقدان الوزن عن طريق خفض تراكم دهون البطن لاسيما عند تجربته على حيوانات التجارب.. وعلى هذا يعمل العلماء على تطويره إلى عقار طبيعي لعلاج البدانة.
وفي ذات الاتجاه، أكد
العلماء أن للطحالب البحرية دور مهم في عمل منتجعات الجمال، بل أن هناك أنواع من الطحالب تُستخدم خصيصاً للعناية بالبشرة والجفون، حيث تمنحهم رطوبة معتبرة بما يحافظ علي نسبة الماء فيهم، الأمر الذي يساعد كثيرا في التغلب على التجاعيد.
ولقد ابتكر فريق من العلماء السويديين مستحضرات من طحالب القطب الشمالي وبروتينات أسماك أعماق البحار بهدف المحافظة نضارة ونعومة البشرة، وعلى حيوية الشعر، ومنع سقوط الشعر واضفاء مزيد من النعومة عليه.. فعلاً، لقد أثبتت التجارب العلمية أن استعمال الطحالب البحرية يعالج مشاكل فروة الرأس وتساقط الشعر، وتبين أن حمامات أملاح البحر وخلاصة الطحالب البحرية يساعد على القيام بتنظيف البشرة ويمنح الجسم استرخاء وراحة.. فبالطحالب مادة مهمة تعمل على تخفيف حدة التوتر النفسي وتعمل على خفض مقاومة الجسم تجاه المواد المثيرة للحساسية، وهي حمض (بانتوثينك)، بجانب ما بها من مغنسيوم ومجموعة فيتامينات (ب)..
وللعلم فقد كان الأطباء يستعملون الطحالب لعلاج الأمراض المعدية ولرفع كفاءة جهاز المناعة في الجسم منذ أكثر من ألف سنة!
ومن الطحالب تُستخرج فيتامينات هامة مثل (الفيوليت)، والمعلومة فوائده الجمة منها؛ حماية الحوامل من الوضع المبكر، وحمايتهن من وضع مواليدهن ناقصي النمو والوزن.. كما يحمي هذا الفيتامين القلب والشرايين من أضرار الهوموستاتين.. والطحالب غنية بعنصر المغنسيوم المفيد لعضلة القلب، والضابط لضغط الدم، فضلاً عن فائدته في تخفيف أعراض بلوغ سن اليأس لدى السيدات.
وبالطحالب سكر (الفيوكودان) التي تخفف حدة الالتهابات، وتنشط الجهاز المناعي، وتمنع الإصابة بالفيروسات الجنسية الخطيرة، بل وتنظم افرازات الأنسجة الليفية ما يعجل بالتام الجروح، وتعمل - أيضاً - على وقف نمو الخلايا السرطانية.
نختم مقالنا بمعلومة مثيرة
تهم الرجال، وهي أن شاي الطحالب الحمراء المعروف بشاي (موس البحري) مفيد في تحسين القدرة الجنسية ومنشط عام للرغبة الجنسية، أو هكذا يروج له.