الطحالب غذاء مثالي للإنسان..

  مقال علمي:

الطحالب غذاء مثالي للإنسان..

لقد صار معلوما ً أن هناك اليوم أنواع كثيرة من الطحالب تُستخدم كغذاء للإنسان، لا سيما بدول اليابان، والصين، جنوب شرق آسيا.. وفي اليابان وجبات غذائية معروفة تصنع من أكثر من 9 أنواع من طحلب (لاميناريا)، ويطلقون عليها (كومبو).. كما يوجد اليوم حساء ومربى ومكرونة وخل؛ كلها مصنعة من الطحالب.. بل أن اليابانيين - وحدهم - يستخدمون  7 أصناف من الأعشاب البحرية في وجبة واحدة، ولهذا فإن تضخم الغدة الدرقية مرض غير معروف لديهم، حتى أن هناك غذاء وطني يتكون من الأرز والسمك والأعشاب البحرية، وله أثر عظيم في جودة صحتهم وارتفاع مستوى ذكاءهم العام..  وفي الصين شاع استعمال طحلب يُدعى (نوستوك) منذ زمن طويل كطعام يقدم إلى جانب الوجبات الأساسية التي تتألف من الأرز والسمك.

 في الحقيقة ازداد اهتمام العلماء بالطحالب كمصدر هام للبروتينات منذ حقبة الستينيات من القرن العشرين، وبخاصة بعدما لاحظ فريق من العلماء أنواع من الطحالب التي تنمو في المستنقعات ويقبل الناس على استخدامها في طعامهم، على شكل فطائر مجففة.. كما يُؤكل طحلب (إسبيرولينا) الذي ينمو في بحيرات المكسيك بكثرة.. وللعلم، فقد ثبت أن هذه الطحالب تحتوي على ٥٠%  بروتين، و٢٠%  دهون، وما بين ١٥ - ٢٠٪ مواد نشوية، لذا فقد أطلق عليه الغذاء السوبر من قبل منظمة الصحة العالمية.

وفوائد الطحالب لا حصر لها، غير أن مقالنا هذا سيركز فقط على فوائدها في مجال الغذاء والصناعات القائمة عليه.. هذا، ويعود استخدام الأعشاب البحرية كغذاء إلى القرن الرابع في اليابان، والقرن السادس في الصين.. ولو أن الصين تُعد أكبر منتج للأعشاب البحرية التي تُستهلك كغذاء حول العالم؛ إذ تجمع ما يفوق 5 ملايين طن من هذه الأعشاب كل عام.. أما دولة كوريا الجنوبية فتُعد أكبر مستهلك لها كغذاء حول العالم.. وفي بعض مدن الولايات المتحدة الأمريكية، وعدد من دول قارة أمريكا الجنوبية روج الأسيويون للأعشاب البحرية كغذاء، فزاد الطلب عليه هناك.. وفي كل من أيسلندا وايرلندا وكندا يؤكل نوع من الأعشاب البحرية بصورة تقليدية، وأسواقه في حالة نمو مطرد.

وفي اليابان يصنع المرق الياباني  المعروف باسم (سويمونو) من السمك المجفف وصلصة الصويا وملء فنجان من عشب البحر المُنَسل، بحيث تُوضع جميعها في الماء حتى يغلى، ثم يُؤكل هنياً..

وهناك أيضاً طبق يُعرف بـ (ميتسومامي) وهو من الأطباق المفضلة لديهم، ويصنع بنقع (الكانتن) - وهو جيلاتين من عشب بحري - في الماء البارد حتى يذوب ثم تُضاف إليه فاكهة مطبوخة وسكر وفاصوليا جافة قد سبق نقعها.. والآن سنستعرض - بإيجاز - بعض أطباق الطحالب البحرية الشهيرة، والرائجة عالمياً للدلالة على أهمية للطحالب وفوائدها الجمة في غذاء البشر.. وهي ما يلي:

الكومبو: ينتج من الطحلب البني المعروف بـ (لاميناريا جابونيكا) وتعود أسوان المتطلب إلى جزيرة هو كايدو الشمالية في اليابان، وكوريا، أما الصين فقد عرفته في عام ١٩٣٧م عن طريق الشحن، وكانت فيما قبل تستورده من اليابان.. ثم في خمسينيات القرن العشرين طور الصينيون طريقة لاستزراعه بعد عدد من الأبحاث العلمية، فأمكنهم تنميته على حبال طويلة في مياه المحيط الهندي.. ويكفي أن تعلم أن كميته المطروحة في الأسواق اليابانية وحدها قد بلغت عام ١٩٣٦م أكثر من 300 طن من الأعشاب الطازجة.. أما الصين فقد أنتجت في عام ١٩٩٩م ما قيمته ٤.٥ مليون طن من هذا العشب رطباً.

الواكامي: وجبات شهيرة تنتجها كوريا من الطحلب البحري (أندريا بيناتيدفيا(.. ومن الملحوظ أن طريقة استزراعه مشابهة لطريقة استزراع طحلب اللاميناريا في الصين، وذلك بما يجاوز المليون طنمن الطحلب الرطب سنوياً.

الهيزيكي: وهي وجبة تجهز في كل من اليابان وكوريا من أصناف من عشب (هيزيكيا غير أن الكميات المنتجة منها عالميا تُعتبر  قليلة إذا ما قورنت بالنوعين السابقين.

النوري: وهو نوع من الطعام تنتجه اليابان من الطحلب البحري الأحمر (بوريفيرا).. وهو طحلب واسع الانتشار بالمياه الإقليمية هناك.. وتتكون وجبة النوري بأن يُلف العشب البحري الأسمر الضارب إلى الأرجواني حول كرات الأرز في طعام السوشي الشهير.. وعموماً، فطحلب (بوريفيرا) يُستزرع اليوم على نطاق واسع في كل من اليابان، والصين، وكوريا.. وللعلم، فمتوسط سعر هذا العشب أضعاف سعر طحلبي الكومبو والواكامي.

ديلس: وهو طحلب أحمر معروف.. كما ویكثر استخدامه كغذاء من قبل الإنسان كأن يتم تناوله مباشرة، أو أن يتم تجفيفه لكي يستخدم كنوع من التوابل.

الكليب: وهو طحلب أخضر غامق شهير.. ويطلق عليه البعض "رماد البحر"، وذلك لأن المجفف منه يضاف إلى الطعام كبديل للملح، فيكسبه مذاق ورائحة البحر.

تعليقات