قصيدة بالفصحى:
حُلم..
حلمٌ
توارت֯ في عينيَّ ملامحُهُ
وجهٌ صبيحُ
النورِ.. أمازحُهُ
شفتانِ
كالكرزتينِ..
عينانِ
تمالحُهُ
بدرٌ تمشى
على خديه فانطبعت֯..
على
الخدينِ مطارحُهُ
فمٌ كما
العنقودِ..
مرسومٌ..
يخفي
اللآلئَ..
عبثاً
شوقي يمازحُهُ
عينانِ
خضراوانِ..
سكنَ
الحياءُ بهما، واطمئنت֯ جوانحُهُ
وهناكَ
الشعرُ..
مرسوٌ فوقَ
الأكتافِ..
ذهبيُ
الخيطِ..
والريحُ
تطارحُهُ
**********
"جنون"
وأنا
المجنونُ..
من عشقي..
ومن شوقي.. ومن دائي
وأنا
المفتونُ..
بالنظرِ..
وبالثغرِ.. وبالأهواءِ
إن֯ ترضَ حياتي..
فاملكها..
إن֯ لم ترضَ فألقيها ورائي
لا أطلبُ
من فاهِكَ نطقاً..
لا تتحدث֯ بالإكراه
بالعينينِ
أناجي عيونَك֯..
إني أحبُكَ
ملءَ الفاه֯
**********
"شتان"
واسمع֯..
إني لن֯ أخذلَ مرجوَك֯
لن֯ أتركَ شوقَكَ ينساب֯
في بحرٍ
عائمةٌ فيه..
أحزانُ كلَ
الأحباب֯
لن֯ أقفَ مكتوفَ الأيدي
أو أصبحَ
حرفاً يُغتاب֯
سأحركُ
مجدافي الفارع֯
سأصارعُ
موجَ الأسباب֯
ولترضى
بنصيبي الساذج֯
من كنزِ
العشقِ المجهول֯
هيهات
يتولى وجهي..
عن وجهٍ
مشرق֯.. بسام֯..
ليمازحَ
وجهاً عبسياً..
الأملُ عليه
مقتول֯
شتانٌ بين
الوجهينِ..
وجهٌ
متفتحُ كالدنيا..
ويعانقُ
أحلامَ القلبِ..
العابثُ
منها والمعقول֯
والوجهُ
الآخرُ.. مضطربٌ
منفيٌ منه
الأحلام..
وستارٌ
فوقَ القسماتِ..
مهترأٌ -
آهٍ - مسدول֯
**********
"حلم"
حلمٌ..
آهٍ من
روعتِهِ
شيءٌ يذهلُ
لبَ العاشق֯.. المشتاق֯
وبديعٌ..
آهٍ من
تكراره֯..
فيه
المتعةُ والاشراق֯
فيه حياةٌ
ملكُ يميني..
تتبخترُ
فوقَ الاشواق֯
وأحسُ
الدنيا مبتهجة֯..
تتراقصُ
فيها الحرية֯..
تتحطمُ
عنها الأطواق֯
تتسامى
الرغبةُ عن صنعة֯..
وتحلقُ بي
في الآفاق֯
فأرى
العشاق قد ضلوا..
واراني
محباً..
تكفيهِ
كلمةُ أهواك֯
تثلجهُ
بسمةُ من يهوى..
حينَ
تبرهنُ:
ليسً عداك֯
تتداعى
فيه الأحزانُ..
حينَ
يشتعلُ الوجن֯..
بالوشمِ
القاني..
من أجلِ
ملاك֯!
تمنحُهُ
كلمةُ من يهوى
كلَ عزومِ
القوة֯..
كي يخطو
جريئاً..
فوق
الأشواك֯
ويموتُ
قرارٌ مصحوباً..
بالبعدِ
الهائل֯..
حينَ تقولُ:
يا روحي
عمت فأيناك֯
أتمزقُ
نصفين֯..
نصفٌ إنسي
يشعر֯..
والنصفُ
الآخرُ.. جني!
فيه
الاهلاك֯
إنسيٌ
يبدو متهذب֯..
والنصفُ
الجني..
غجريٌ..
لا تبصره
عينُ سواك֯
أتعرى عن
ألقٍ..
أبدو
بالفطرة أمامك֯..
بكلا
النصفين֯..
أبداً.. لا
أخشاك֯
أخشى
البعدَ جميعاً
أخشاهُ
يمزقُ فينا..
الحلمَ
الوردي..
كم֯ أعطاني وأعطاك֯
لهفي إن֯ لم يتحقق֯ ذاك الحلم֯
لهفي..
إن֯ يومَ الوعدِ لا ألقاك֯
فأموتُ
روحاً لا جسدياً..
حينَ يُدمرُ
فينا الحلم֯..
حين أُجبرُ
أن֯ أنساك֯
ومحالٌ
أنسى عيوناً خضرا..
فيها سري
أخبئُهُ..
فيها أملي
الأبدي..
يا قلبي:
ها قد لاح منه ما أغواك֯
ومحالٌ أن֯ أنسى..
الدربَ
الممنوعَ سيرِه֯..
لكني سرتُه֯..
بين
العينينِ..
ما أصعبُهُ..
ما أحلاك֯
ومحالٌ
نسيانُ..
نفسِ
الشفتينِ..
نفسِ
الخمرِ المعسول֯..
نفسِ رياضٍ
فيها الدنيا..
ترقصُ
فرحاً..
تتمنى
رضاك֯
**********
"محال"
ومحالٌ..
ومحال֯
أن֯ أرقصَ فوقَ أكفِ زوال֯
تتخطفني
أيدي الأهوال֯
يلفظني
القلبُ الحاني..
من أرضِ
السرِ المفضال֯
ومحالُ..
ومحال֯
نتجاذبُ
أطرافَ اليأسِ..
نتفاصل֯..
عندَ حديثِ
المال֯
نشرب֯ من֯ كأسِ فراقٍ..
يهتكُ أمعاءَ
الأحوال֯
ومحالٌ..
ومحال֯
أن֯ تبتاعَ مني الوعدَ..
ثم تماري
في الاقبال֯
لن֯ يحفظَ ماءَ الحبِ النابتِ..
أن֯ يتبخرَ..
غيرُ قلوبٍ
نابضةٍ..
تنبعُ منها
الآمال֯
لن֯ يبقى الودُ موصولاً..
إلا أن֯ نبقَ اثنينِ..
في ثوبٍ
واحد֯..
لا يقربُ
منا اهمال֯
لن֯ أبقى حبيبَك֯..
ما بقيت֯ فيك مظانُ السوءِ!
لن֯ ينكسرَ القيدُ أبداً..
إن֯ لم يتحرر֯ فيك سؤال֯
أهواكَ
حقاً..
أهواكَ
حلماً..
يسرقُ من֯ عينيّ النوم֯..
يتلذذُ بي..
قلباً مكلوماً..
ذهناً
مصحوباً بالإغفال֯
أهواكَ
وتعلم أنّ هوايّ
يُنعمُ
بالبشرى..
ويذيقُكَ
نعمَ الحرية֯..
ويحطمُ
شتى الأغلال֯
حقاً..
إنّ هوايّ
ليس محال֯!
(المنصورة
في 24 فبراير 1996م)