ظاهرة الشفق القطبي – يُطلق عليها أيضاً الفجر القطبي والفلق - المثيرة تجذب إليها العيون حين تلحظها فتتأملها وتهيم في جمالها وسحرها العقول وتذهب في رحلة من التفكير في كوننا الرحب وأسراره العجيبة.. وعموماً، فالعلماء يعرفون هذه الظاهرة على أنها "وهج لمزيج متناسق من مجموعة من الألوان الخلابة - أوضح ما فيها الأصفر والأبيض والأحمر والأزرق والبرتقالي والبنفسجي - تظهر في سماء القطب الشمالي للأرض وتمتد لمسافة شاسعة.. ولقد لُوحظ أن هذا الوهج يشتد في قوته ثم يخفت على فترات زمنية متعاقبة ولو أنها قصيرة بحيث لا تتعدى دقائق في أطول حالاتها.. هذا، ويمكن أن تُرى ظاهره الشفق القطبي في سماء المناطق القطبية وما حولها، غير أنها تتركز بشكل أساسي في المنطقتين الواقعتين بين كل من قطبي الأرض المغناطيسيين".
الجدير ذكره، أن سكان "الأسكيمو" قد راعتهم هذه الظاهرة فظنوها مخلوق فضولي يقترب من أرضهم حين يتحدثون بصوت خافت فيما بينهم كي يتمكن من سماعهم بشكل أفضل.. أما الرومان فكانوا يعتقدون في أن الشفق هو "إله الفجر"، وأنها تلوح في السماء قبيل بزوغ الفجر لتعلن عن قدوم" إله الموسيقى والنور".. أما السكان الأصليون في
قارة أستراليا فقد ربطوا الشفق القطبي بالنار وأشاروا لها بالـ "رماد"..
واعتقدوا بأن هناك روح شريرة كانت تحرق الغابات وتندلع بسببها حرائق عظيمة.. أما العلماء فقد فسروها على أنها ظاهرة تنتج من انفجارات مجموعات البقع الشمسية المدفوعة من كميات
هائلة - تُقدر
بمليارات الأطنان - من
الغازات.. بل ويرون أن السبب هو تواتر جسيمات سريعة
جداً تأتي مع الرياح الشمسية بحذاء
خطوط المجال المغناطيسي، ثم تدخل جو الأرض لتصطدم بذرات الهواء مستحثه إياها على انتاج
تلك الأضواء الخلابة!
على الجانب الآخر، للشفق القطبي نظير لكواكب أخرى بالمجموعة الشمسية مثل كوكبي المشترى وزحل إذ أن لهما مجالات مغناطيسية أقوى بكثير مما للأرض.. وعلى ذلك تسقط فيها أحزمة من الاشعاع علىنطاق واسع.. كذلك فقد لاحظ العلماء - بواسطة تليسكوب هابل الفضائي العملاق - أن شفق مماثل يحدث على كوكبي أورانوس ونبتون.