هي واحدة من الظواهر الطبيعية المخيفة مثل تسونامي والزلازل والأعاصير والبراكين والفيضانات.. ومع ذلك فهي اصطلاحاً قد أطلقت من قبل العلماء على تدفق مريع لتيار المياه الدافئة الآتي من الشمال صوب الجنوب .
إن "النينيو" ظاهرة - في جوهرها - معقدة جداً.. وما هي إلا مزيج مركب من ظواهر عدة ما بين جوية وبحرية.. فمثلاً، تجد أن الرياح الموسمية تجعل منها ظاهرة سنوية.. كما أن للأعاصير اتصال وثيق هو الآخر بـ "النينيو" فقد لوحظ أنها تقل في السنوات التي تحدث فيها هذه الظاهرة الكارثية.. كما يجدر ذكر أن الظاهرة ذات التأثير المعاكس لـ (النينيو) يُطلق
عليها العلماء اسم "لانينيا"..
وكلاهما تحدثان كل سنتين وقد تتأخران في الحدوث لما بين 3-7 سنوات، وتستمر الظاهرة
لقرابة عام، بيد أنها قد تستمر لعدة سنوات في كل مرة من وقوعها!
ولأن هاتين الظاهرتين
تغيران من سلوك الرطوبة والهواء في جميع أنحاء العالم فهما تؤثران على سلوك ونمط
سقوط المطر - وكذا درجات الحرارة - حول العالم.. بل أن (المنظمة العالمية للأرصاد الجوية) قد أعلنت أن الدول يجب أن
تضع في حسبانها أن ظاهرة "النينيو" قد تطورت بشكل يوحي بأن هناك أنماط
مناخية مدمرة آخذة في الظهور!
في النهاية لابد من
التأكيد على أن "النينيو" إنما تتسبب في كوارث متباينة حول مناطق
عديدة من العالم حال حدوثها؛ فقد تسببت فعلياً في جفاف
شديد في
كل من إندونيسياـ واستراليا، وجنوب آسيا وجنوب إفريقيا، وأمريكا الوسطى، والأجزاء
الشمالية من قارة أمريكا الجنوبية.. ومن المعلوم أن الجفاف يتبعه نقص شديد في امدادات
الغذاء في المناطق المنكوبة مما يخلف ملايين البشر جوعى.. ومع ذلك فقد تسببت
"النينيو" في العكس تماماً في
كل من جنوب الولايات المتحدة الأمريكية، وجنوب قارة أمريكا الجنوبية، والقرن
الأفريقي، وأجزاء من آسيا الوسطى، حيث تسببت في زيادة سقوط
الأمطار بشكل مخيف.. وهناك - أيضاً - أعاصير مدارية
عنيفة تسببها ظاهرة "النينيو" في غرب المحيط الهادئ، ولو أن كن
أعاصير المحيط الأطلنطي تكون أقل.