النينيو.. جملة من الكوارث الطبيعية!

 هي واحدة من الظواهر الطبيعية المخيفة مثل تسونامي والزلازل والأعاصير والبراكين والفيضانات.. ومع ذلك فهي اصطلاحاً قد أطلقت من قبل العلماء على تدفق مريع لتيار المياه الدافئة الآتي من الشمال صوب الجنوب .

وحين تُذكر "التينيو" كظاهرة فلابد أن يتم الحديث عن سواحل "بيرو" في ذات السياق وما تجلبه معها من أمطار غزيرة، لكنه في حقيقة الأمر يجب ألا يقتصر على تلك السواحل فحسب بل لها - أيضاً- وجود على ما يماثلها من سواحل كالتي تطل عليها كاليفورنيا بالولايات المتحدة الأمريكية، وجنوب غربي استراليا، وكذا سواحل دولة فيتنام، وكلها سواحل تتميز بصعود تيارات رأسية في ماء المحيط .وبالنسبة لظاهرة "النينيو" التي تصيب سواحل دولة  "بیرو" تبدأ حين ترتفع درجة حرارة المياه الساحلية كثيراً، ثم ينحدر تيار ماء دافئ من الشمال نحو الجنوب في وجود درجة ملوحة منخفضة بشكل ملحوظ.. هذا، ولقد انتهى العلماء - والمتخصصون في دراسة ظواهر الطبيعية في البيئة البحرية - إلى أنه في السنوات التي تحدث فيها ظاهرة "النينيو" يحدث ركود عام في دوران المحيط الجوي ما يساهم في اضعاف قوة الرياح الجنوبية السائدة؛ تلك التي تسبب صعود تيارات الماء الباردة الرأسية من الأعماق، ومن ثم تتوقف عن الصعود.. وعندما تشتد حرارة المياه السطحية بسبب أشعة الشمس، ويتزامن معها تحرك الطرف الشمالي لتيار "بيرو" صوب الجنوب مسافة أبعد من حدوده المعهودة مما يسمح للمياه الاستوائية بأن تتحرك من الشمال وتنحدر بشدة في محاذاة الساحل .

إن "النينيو" ظاهرة - في جوهرها - معقدة جداً.. وما هي إلا مزيج مركب من ظواهر عدة ما بين جوية وبحرية.. فمثلاً، تجد أن الرياح الموسمية تجعل منها ظاهرة سنوية.. كما أن للأعاصير اتصال وثيق هو الآخر بـ "النينيو" فقد لوحظ أنها تقل في السنوات التي تحدث فيها هذه الظاهرة الكارثية.. كما يجدر ذكر أن الظاهرة ذات التأثير المعاكس لـ (النينيو) يُطلق عليها العلماء اسم "لانينيا".. وكلاهما تحدثان كل سنتين وقد تتأخران في الحدوث لما بين 3-7 سنوات، وتستمر الظاهرة لقرابة عام، بيد أنها قد تستمر لعدة سنوات في كل مرة من وقوعها!

ولأن هاتين الظاهرتين تغيران من سلوك الرطوبة والهواء في جميع أنحاء العالم فهما تؤثران على سلوك ونمط سقوط المطر - وكذا درجات الحرارة - حول العالم.. بل أن (المنظمة العالمية للأرصاد الجويةقد أعلنت أن الدول يجب أن تضع في حسبانها أن ظاهرة "النينيو" قد تطورت بشكل يوحي بأن هناك أنماط مناخية مدمرة آخذة في الظهور!

في النهاية لابد من التأكيد على أن "النينيو" إنما تتسبب في كوارث متباينة حول مناطق عديدة من العالم حال حدوثها؛ فقد تسببت فعلياً في جفاف شديد في كل من إندونيسياـ واستراليا، وجنوب آسيا وجنوب إفريقيا، وأمريكا الوسطى، والأجزاء الشمالية من قارة أمريكا الجنوبية.. ومن المعلوم أن الجفاف يتبعه نقص شديد في امدادات الغذاء في المناطق المنكوبة مما يخلف ملايين البشر جوعى.. ومع ذلك فقد تسببت "النينيو" في العكس تماماً في كل من جنوب الولايات المتحدة الأمريكية، وجنوب قارة أمريكا الجنوبية، والقرن الأفريقي، وأجزاء من آسيا الوسطى، حيث تسببت في زيادة سقوط الأمطار بشكل مخيف..  وهناك - أيضاً - أعاصير مدارية عنيفة تسببها ظاهرة "النينيو" في غرب المحيط الهادئ، ولو أن كن أعاصير المحيط الأطلنطي تكون أقل.

تعليقات