ترنيمة محب..

أحبُ ملامحَ التغيرِ فيها

أحبُ أن֯ لا شيء عادَ يبكيها

أحبُ ثغورَ البسمِ في نواحيها

وأخشى دموعَ الأرقِ في مآقيها

وأخافُ عليها..

كمخافةِ أمٍ تخشى عويلَ الأبناء֯

أحملها بين ضلوعي..

وكأني أحملُ خصلةَ كلِ العظماء֯

ترسو الذكرى بقلوعي..

فوقَ فراشٍ من عرمِ الماء֯

يحملنا الموجُ المتدفق֯..

المنساب֯..

ليداعبَ شتى الأحياء֯

وأشمُ منها عبقاً

يدفعنا نحو نسيمِ الإِشفاء֯

يتواصلُ قمري بالشمسِ..

وتموتُ لدينا الأنواء֯

واخيراً نهبط للجنة֯..

أيكٌ وظلالُ.. فاكهةٌ ونماء֯

تُسقى من نبعٍ عذبٍ..

يروينا حتى الاصغاء֯

ونمرُ بين الأزهار֯..

نتمايلُ كسكارى..

أرهقنا الداء֯

نستسلم لعبيرِ الأرضِ..

فيحيى رميمُ الأشلاء֯

من وادٍ نمضي إلى وادٍ..

يجذبنا سحرُ الأجواء֯

وتموتُ لدينا الأنواء֯

نتسابقُ..

نمرحُ..

نلهو..

نعبثُ ملئَ الكفِ برزازِ الماء֯

نشعرُ بالدنيا الحلوة..

فينا..

في كلِ الأنحاء֯

وتموتُ لدينا الأنواء֯

ونميلُ فوق ورودِ الحبِ..

نسقيها..

ننزعُ عنها الأعداء֯

والعرقُ الكائنُ فوق جباهِ الصفوِ..

مثل نداهُ..

فوقَ جبينِ الأضواء֯

وبريقُ الدنيا مع الأفقِ..

والسحرُ الحائرُ يغرينا..

فيكون المحيا.. عند الدنيا.. هو الإغراء֯

ويكون الجِدِ عند الأنفسِ.. عبثاً وهراء֯

ويكونُ القيدُ وهماً..

ويكونُ الخوفُ ضحكاً..

وتكونُ الظلمةُ ضوءً..

ويكونُ الكونُ رحباً..

وحدودُ الكونِ مزاحاً

وخيالُ الحبِ.. نعمً العداء֯

وتكونُ البسمةُ وشماً..

فوقَ شفاهِ العمرِ..

ويكونُ اليأسُ أملاً..

ولو في ثغرِ الخطرِ..

ولو في جوفِ الضراء֯

ونعيش سوياً لا نتفرق֯..

لا نخشى القيظَ المحرق֯..

لا نستسلمَ للبينِ المغرق֯..

ونمرُ سوياً والدنيا..

تطربنا شدوَ الاطراء֯

وتمرُ اللحظاتُ سراعاً..

بين أحضانِ الحِبِ..

والصدرُ يتسعُ ذراعاً..

كي يفسحَ تنهيدَ القلبِ..

كي يشعلَ جمرَ الرمضاء֯

(المنصورة في 25 اغسطس 1994م)

تعليقات