بائعةُ الهوى..
تمتصُ
رحيقَ العشاق֯
تبتاعُ
المتعةَ في خندق֯
وتلفُ
الفتنةَ بالساق֯
تجذبها
ملامحَ من֯ يهوى
من֯ فيه الروحُ لا تقوى
فتدنسُ
أرضَ الأخلاق֯
تستقرأُ
نظراتٍ تهفو
تلتقطُ
الأنفاسَ وتدنو
بكلامٍ
وآهاتٍ تحنو
فيزلُ
القدمُ المشتاق֯
تماري في
معنى الحب֯
لا تفقهَ
تنهيدَ القلب֯
حالكةٌ
فيها الأعماق֯!
تتلوى
بغناءَ المتعة֯
في بوقِ
الأذنِ المطلوبة֯
تنطفأُ
أضواءُ الشمعة֯
في ليلِ
حياةٍ مكروبة֯
لا يلجَ
إليها الاشراق֯!
تنداحُ
الشمسُ الذهبية֯
فوقَ نفوسٍ
وردية֯
تتأدبُ
فيها الحرية֯
إياها تسجنُ
مهزومة֯
تتمنى
يوماً اعتاق֯
الشيءُ
المدعو طهارة֯
ينقصها
بكلِ الاصرار֯!
ولهيبُ
مشاعرِ فوارة֯
يضطرمُ
مثلَ الاعصار֯
تفتحُ لا
تعلنَ اغلاق֯
تسترقُ
المتعَ من الأنسام֯
وتبيتُ
تلعنُ في الأيام֯
وترددُ في
جوفِ الأحلام֯:
آهٍ لو
يوماً..
يتنحى عني
الارهاق֯؟
ويظنُ الناسُ
من֯ خُدعوا
من֯ باعت֯ أغلى ما تملك֯
انضمت֯ لأناسٍ فُجعوا
بظروفٍ
قاسيةٍ تهلك֯!
كيفَ..
وشموخُ الأعناق֯؟!
تلتمسُ في
قلبٍ ساذج֯
ركناً خاوٍ
للإمتاع֯
لا يعلمَ
هذا القلبُ
أن֯ حياتهَ في الاقلاع֯
أما الموتُ
ففي الاغداق֯
همست֯ في أذنِ العَالم֯..
قالت֯:
كنتُ رهينة֯..
للمحنِ..
للسادية֯..
كنتُ فتاةً
ذاتَ يومٍ..
مثالية֯
كنتُ
امرأةً تحتاجُ لقلبِ البشرية֯
آهٍ..
والآن֯..
أصبحتُ
ضحية֯
كنتُ
غريقاً..
في لجةِ
عصرِ الاغراق֯
واعترفت֯ بالإثمِ الأعظم֯
في ساحةِ
أسماعِ الدنيا
وطربت֯ لكلامِ الناسِ
من֯ ضلوا فضلَ المنساق֯
هتفت֯:
واهترأَ
الحلم֯..
وتسربَ في
بئرِ الخوف֯
وتعالى
الهم֯..
في صدرِ
يسكنُهُ الضعف֯
فانطبقت֯ كلُ الأطواق֯
حينَ
تحتكمُ النفس֯..
لقانونٍ
من صنعِ الشيطان֯
فسوف يُقال֯:
تزهو
الروحُ مع الاملاق֯
وسكيرٌ
يهذي..
من֯ قالَ:
بائعةُ
الهوى مظلومة֯
أبداً..
وستضحكُ
من قوله֯
أفواهُ
الناسِ والأحداق֯
آهٍ لو
علمت֯..
سرَ الباحثِ
عن معنى..
في هذي
الدنيا
آهٍ لو
خرجت֯..
كي تبصر
نوراً للطهرِ
لانغلقَ
الخندق֯..
وانسدت֯ كلُ الأنفاق֯!
(المنصورة
15 يناير 1996م)