قصيدة بالفصحى:
نحو الحرية..
القيدُ أدمى معصمي وفاضَ جفنيَّ بالدموع֯
والحزنُ لازمَ مهجتي فاضطرَ قلبيَّ للخضوع֯
أما ظنوني فأبحرت֯
في عرضِ ما بين الضلوع֯
تغرسُ بعقلي سمومَها حتى بها أُمسي ولوع֯
ومتى تتم نموها تجعلنني رهنَ الخشوع֯
ورفاقي أيضاً قيدوني
ووثاقي من لهبٍ فظيع֯
والشجوُ جالي بصدريَّ
يحرقُ الزهرَ الربيع֯
والدنيا هَمَت֯ من رقادٍ كي تسلبَ الفكرَ الرفيع֯
فأخرُ أسفلَ خطوها
كذليلِ
قومٍ قد يبيع֯
وإن֯ أبيت֯ تلومني كلومةِ الطاغي الوضيع֯
تزكي الأماني لوعةً
وتشدُ ألمي لكي أطيع֯
فما فعاليَّ نحوها؟ وهل يا قلبي تستطيع֯؟
**********
فها أنا.. ومن هنا.. من
ذلكَ الركنِ الغريب֯
باكٍ يئنُ فؤاديَّ ولكم֯ حلمتُ بالقشيب֯
فأفاقَ حلميَّ فازعاً يبكي كأن֯ ثكلَ الحبيب֯
والدنيا حوليَّ مضطرب֯ دورانُها حينَ المغيب֯
والليلُ تبدو حالكة֯ أقمارُهُ وسطَ الدروب֯
فهل يا حالي ستتصل֯ حزناً بحزنٍ لا يغيب֯؟
رغمَ الدموعِ بأعيني إني أرى الفجرَ قريب֯
وغداً سأطوي محازني وأقهرُ الوهمَ العجيب֯
غداً أجاوزُ محنتي
أنا لستُ أخشاها الكروب֯
ولأني أمضيَّ بالأمل֯ وبالشروقِ
على الغروب֯
فلن֯ يمزقني الألم֯ ولن֯ يطاردني الهروب֯
غداً أزينُ دوحتي بما
يحقُ وما يطيب֯
غداً أجفف دمعتي كي أقهرَ الظرفَ العصيب֯
يكفيني عهدٌ قد مضى كم֯ ضاعَ ما ليس يؤوب֯
يرضيني ثغرٌ يبتسم֯ يكفيني أملٌ لا يخيب֯
يغمرني شوقٌ مشتعل֯ يسكنني
وجدٌ كاللهيب֯
ولكي أعودَ لدنيتي
فعليَّ
مناجاةُ القلوب֯
ولكي تعاودَ فرحتي فعليها أن֯ تقف֯ الحروب֯
ولكي تزورني فرحتي فعسى القدرُ أن֯ يستجيب֯
وها أنا.. ومن هنا..
سأعودُ للحقِ السليب֯
(المنصورة 30 يوليو 1994م)