الثعابين: زواحف خطرة تمشي على بطنها!

الزواحف - ومنها 6000 نوع معروف حتى يومنا هذا - حيوانات بطيئة بطبعها، حيث تفتقر للأقدام (أو لأقدامها أثر لا يُدرك) كما تفتقر لسرعة العدو مقارنة بغيرها من الحيوانات، وتستخدم بطنها في الزحف على الأرض.. ويقدر العلماء بداية وجودها إلى نحو 300 مليون سنة خلت، أي في نهاية العصر الكربوني، لكنها سادت أكثر في حقبة الزواحف العملاقة في الفترة ما بين 245-65 مليون سنة ماضية، التي انقرضت بانتهاء حقبة الحياة المتوسطة‏، بيد أنها - أي الزواحف - بقيت ممثلة بعدد أقل وأحجام أصغر كما الحال في السحالي أو‏(العظاءات‏)‏، ومن أمثلتها‏؛‏ الضب، والحرباء والبرص ، والورل، ومن أمثلتها؛ الثعابين، والسلاحف، والتماسيح، فضلاً عن جنس واحد من رتبة مندثرة عرفت باسم (رينكوسيفيليا).

وأرجل الزواحف إما غائبة بشكل تام، أو أثرها ضعيف مثلما هو الحال في مختلف أنواع الثعابين، وبعض أنواع السحالي.. وقد تكون أرجلها موجودة وواضحة غير أنها ضعيفة لا تقوي علي رفع الجسم بعيداً عن الأرض، كما هو الحال في السلاحف والتماسيح.. أو تكون موجودة وقوية في آنٍ واحد كما في أنواع أخرى من السحالي‏..‏ وفي الزواحف عديمة الأطراف كالثعابين (الذكر أفعوان، والأنثى أفعى)، يعتمد الحيوان ببطنه علي الأرض بشكل كامل ويتحرك زاحفاً علي بطنه بفضل عضلات جسمه القوية، تلك التي تدفعه الي الأمام في حركات متعرجة.. حيث تتلوي أجسامها في حركات تموجية متناسقة عند انتقالها من مكان لآخر.. كما زودها الخالق عز وجل بقدرة علي تسلق الجدران والصخور والأشجار.. ومكنها من القفز من فوق الأماكن والأشياء المرتفعة.. وعلمها السباحة في الماء!

‏ وللثعابين القدرة علي لف أجسامها عدة لفات فوق بعضها البعض، مما يولد لديها قوة عضلية تمكنها من إحداث قفزات كبيرة تقطع فيها عدة أمتار لكي ينقض على أثرها على فرائسها، أو حين تلجأ للهروب من أعداءها.. ومع ذلك، تشير الحفائر إلى وجود نتؤات عظمية تعرف بـ (المهاميز) ما يؤكد أنه كان لبعض الثعابين أرجل لكنها اندثرت بمرور الزمن إلى أن تم الاستغناء عنها بصفة نهائيةً..

على الجانب الآخر، فلقد عرف العلماء - حتى الآن - 3000 نوع من الثعابين منتشرة في مختلف البيئات الأرضية والمائية.. وتقدر أعمار معظم الثعابين - حسب الدراســات التي أُجريت حول متوسط حيواتهم - بما يتراوح بين 15-25 سنة تقريباً.. وقد يصل طول بعضهم إلى 10 أمتار أو ما يزيد بقليل.. وتحمي الثعابين أنفسها من شدة احتكاك أجسادها مع الأرض عبر تغطية أجسامها بقشور قرنية صلبة مرتبة علي سطح الجسم بأكمله في صفوف منتظمة، ولو أنها ذات ملمس ناعم في أغلب الأنواع‏..

وتركيبياً، فجسم الثعبان طويل ويتمثل في هيكل عظمي مميز به فقرات كثيرة، تتراوح عددها بين 200 و 400 فقرة، مما يساعد الثعبان في الحركة والاعتصار والسباحة بشكل فعال دون حاجته إلى وجود أطراف كسائر الحيوانات.. وتغطي أجسام الثعابين حراشف سميكة من الخارج، على هيئة طبقات تتجدد باستمرار لحماية الجلد.. يغير الثعبان جلده الخارجي أو ما يُعرف بـ (ثوبه) عبر عملية الانسلاخ نحو 5 مرات في كل عام.. وهذا الثوب المنزوع يتكون من خلايا ميتة مؤلفة من مواد دهنية، وتظهر فيه كل تفاصيل جسمه حتى أن المتخصصون المحترفون يمكنهم في العديد من الأحيان التعرف على نوع الثعبان من ثوبه.. ويحتاج الثعبان إلى عملية الانسلاخ لكي ينظف جسمه، وكذلك عندما كبر حجمه ولم يعد ثوبه ملائم له، وإلا فلربما يموت مختنقاً مما عليه من تراكيب حرشفية ضاغطة جدا!

ومن الجدير ذكره كذلك/ أن هناك أنواع من الثعابين الصحراوية  يمكنها تحمل الجفاف الشديد عن طريق موازنة الماء الموجود في أجسامها عبر تكرير بـولها مرة بعد أخرى للاستفادة القصوى من الماء الموجود فيه وبهذا يمكنها الصبر على العطش لمدة طويلة جداً دون أن تتأثر بذلك.. ثم أن لبعض الثعابين فتحات فوق منطقة الفم تُسمي ب، (الندبة)، وهي عبارة عما يشبه الرادار الحراري الذي يسمح للثعبان بالرؤية في الظلام الدامس. 



تعليقات