في وصف الليل..

 قصيدة بالفصحى:

في وصف الليل..

مثلُ الستارِ على الآفاقِ يُسدلُ

هي لحظةٌ بين الساعاتِ تفصلُ

بعدَ المغيبِ إذ يشدُ حبالَهُ

يمضي السوادُ للعيونِ يُكَحِلُ

هو حكمةُ الخالقُ لهُ..

ربُ الورى إذ يعدلُ

خلقَ الكواكبَ حوماً في وسعِهِ

والبدرُ بينهنَ الحاجلُ

جعلَ العنانَ فيه بهائَهُ

حتى يحينُ الغيثُ فيهطلُ

أهدى النسيمَ إلى القلوبِ الحائرة֯..

والليلُ سترُهُ نازلُ

أما النجومُ فموقداتُ بصفحهِ

تهدي الذي عساهُ يُضَللُ

في الليلِ كم֯ من֯ عاشقٍ وبجفنهِ

للنومِ سهدُهُ آكلُ

قد بات ظنٌ تحتَ جناحِهِ

أرقاً وقلقاً بما عليه محملُ

عند الدجى صوتُ الحزينِ كأَنهُ

نشيجُ نايٍ للهمومِ يُرَتَلُ

حينَ المساءِ يلوي عليه مهاجرٌ

عن أرضهِ وجهُ اللقا يتبدلُ

والشوقُ من فرطِ الهوى لمعذِبٌ

والفكر في حالِ حبيبهِ للأولُ

وهناكَ في طي السكينةِ عاشقٌ

محرابُهُ في عشقِ الإله لأفضلُ

ذاكَ هو سحرُ الوجودِ شامخٌ

اللونُ فيه مع الفضا متكاملُ

كونُ البريةِ تحتَ لواءِهِ

بقبضةِ القيومِ والكلُ ماثلُ

(المنصورة في 16 أغسطس 1994م)

تعليقات