نمل النار هي حشرات صغيرة الحجم، مؤذية - وربما قاتلة - إذ تهاجم ضحاياها بأعداد غفيرة، ثم تلدغها مرات كثيرة في ثوانٍ معدودة.. وتسير للعمل في أسراب لا يقل طول الواحد منها عن 6 كم.. ومن أكبر مستعمراتها نلك التي عُثر عليها في اليابان عام 2002م، حيث بلغت مساحتها ما يناهز 3 كم2، وقد احتوت على أكثر من مليون ملكة، و 300 مليون عاملة، و45 ألف عش!
والمنشأ الأصلي لنمل النار هو أمريكا
الجنوبية، ثم ظهر في كاليفورنيا بالولايات المتحدة عام 1997م، كما انتشر في عدة أماكن مثل؛ ولاية الأمازون البرازيلية، وهونغ
كونغ، وولاية تكساس بالولايات المتحدة.
ويتميز نمل النار- الذى لا تؤثر فيه
بالنار - بسرعة حركته عند مهاجمة ضحاياه، ويلدغهم عدة مرات خلال ثانيتين مسبباً
ألماً شديداً قد يسبب بعض الحويصلات والبثرات، ثم يحقن فيهم مادته السامة فيشل
حركتهم ويتغذى عليهم على مهل بعد ذلك.
ويمثل هذا النمل خطراً على المسنين
والأطفال والمصابين بالحساسية.. ويتغذى نمل
النار - أساساً -على النباتات، والحشرات، والحيوانات الصغيرة كالضفادع والسحالي..
كما يصيب الحيوانات الأليفة فقد قيل أن بمقدوره أن تأكل فرخ طائر صغير بأكمله!
وإذا أصاب الإنسان فإنه يسبب له حروقاً شديدة، وإذا أصاب الأسماك فإنه يتلف أحشائها
بالحروق مما يؤدى إلى نفوقها.. كذلك فإنه إذا أصاب الأجهزة الكهربائية أدى إلى
اتلافها.. الجدير بالذكر، أن هذا النمل ذو قدرة مدهشة على التبلور داخل الماء.
وتنتج ملكة نملة النار مئات من الملكات
الجديدة القادرة على تكوين مستعمرات جديدة، ولذا لا تجدى المبيدات الكيماوية في
إبادتها.. وتضع الملكة 100 بيضة لكل ساعة لتنتج ملايين البيض طيلة حياتها.. كما وقد تعيش لسبع سنوات، في
حين لا يزيد عمر الشغالات في أفضل الأحوال عن 150 يوماً.
وليست مكافحة نمل النار بالسهولة المرجوة،
بل على العكس من ذلك تماماً، ومع ذلك فقد أثبتت المكافحة البيولوجية فاعليتها في
هذا الصدد، حيث يستخدم نوع من الذباب الذي يفرز مواد تحد من انتشاره.. ومن المثير
أن الولايات المتحدة الأمريكية قد فشلت فشلاً ذريعاً في مكافحة هذا النمل، لذا
تلجأ إلى استيراد الذباب المذكور من البرازيل!