لطفاً بالقارورة يا أبو المفهومية

"بكره النكد.. بكره"..

نكتة قديمة كلنا عارفينها.. واللي مش عارفها هنقولها تاني..

بيقولك يا سيدي.. راجل ومراته اتفقوا إنهم ما يتخنقوش ويحددوا يوم للخناق والنكد.. وليكن يوم الجمعة لأنه أجازة الزوج من الشغل بتاعه.. فيوم الخميس بالليل الزوجة ماشية في الشقة فرحانه فبيسألها أيه مفرح كده.. خير؟ فقالتلوه جملتها المشهورة وهي بتغنيهالوه: بكره النكد.. بكره!

والسؤال المهم دلوقتي وبمنتهى الحيادية.. هل المرأة فعلاً نكدية بطبيعة تكوينها وتركيبتها الفسيولوجية والسيكولوجية؟ ولا ده مجرد تجني عليها من جانب الراجل المفتري المتوحش؟

بنسمع كل يوم عن الدراسة الفلانية أثبتت أن النكد يطيل من عمر الانسان.. وإن للسبب ده الستات بتعيش أطول و أسعد! فهل الكلام ده علمي.. أو منصف؟

وهل المرأة بطبيعتها نكدية؟ وإنها أكتر نكد من الرجل؟

وهل هي اللي بتختلق المشاكل وتعكر صفو اللحظات السعيدة؟

وهل الستات كانت أقل نكدية أيام زمان عن دلوقتي؟

كل دي أسئلة الإجابة عليها بنزاهة مهم جداً علشان بيت هادي ومستقر..

-      في البداية لازم نحلل طبيعة المرأة وهي إنها في أصل تكوينها بتحب تشوف الحنان والاحتواء والعطاء من جانب الرجل.. ولأنها - بطبيعة الحال - بتتميز بالحنان وبالعطاء، فظروف الحياة الصعبة بتدفعها تبقى نكدية.. خاصة وإنها لما بتتجوز بتلاقي نفسها قدام مسئولية ضخمة متفرعة ومتشعبة اسمها "الحياة الزوجية".. على الجانب الآخر بتلاقي جوزها عايش حياته ضحك وخروجات مع أصحابه وحرية في الدخول والخروج والقاعدة على الكافيهات.. وهي بين جدران البيت ومهماته اللي مبتنتهيش.. وفيه رجالة كتير أول ما يدخلوا البيت يضربوا الـ 111 ويكرمشوا وشوشهم فبيخلوا البيت كئيب وبكده بيصنعوا الجو المثالي للنكد.. ولما الست تيجي تعبر عن استياءها بتبقى هي النكدية؟

-      ومع ذلك فيه ستات بردو زي النوع ده من الرجالة مهما رجالتهم بيعملولهم مبيعجبهمش حاجة وبيدوروا بمنكاش عن النكد.. علشان يطلعوا فيه طاقة مكبوته.. ممكن من حاجات كتير.. لأن المرأة بطبيعة تكوينها - وده حسب عدد من الأبحاث العالمية - بتتصاب بالقلق والاكتئاب ضعف ما بيحصل للراجل.. خاصة بعد مرحلة البلوغ.. ومع بداية ظهور تغيرات فسيولوجية وهرمونية بتصاحب الدورة الشهرية..

-      فعلاً.. كلام معقول..

-      طيب تعرف إن فيه حوالي 20% من الستات بيعانوا من حاجة اسمها "اعتلال المزاج" قبل الدورة الشهرية.. وأن حوالي 10% من الحوامل بيتعرضوا للاكتئاب بسبب التغيرات في شكلهم.. وحوالي 15% منهم بيتصابوا باكتئاب ما بعد الولادة بدرجاته المختلفة بردوا بسبب التغيرات اللي بتحصل في شكلهم وفي نمط حياتهم!

-      يا حرااام!

-      مش بس كده.. دول لما بيوصلوا لسن انقطاع الدورة ولأن مستوى الهرمونات الأثوية عندهم بيتغير بردوا بيصابوا بمظاهر الاكتئاب لمدة مش قصيرة.. وفيها بتكون الست عصبية جدا على أتفه الأسباب ومتوترة وكمان حزينة!

-      كل ده والراجل عامل من بنها.. طناش.. وعاوز نفس اللي اتجوزها من 20 أو 30 سنة؟

-      هنا بقى مهم جداً - بل وبيفرق قوي - سلوك الزوج مع زوجته.. وبأيده أن هو الذي يدعمها ويقف برجولة جمبها.. أو أنه يزود حدة اللخبطة دي في مزاجها وانفعالاتها.. وعلماء الطب النفسي بيؤكدوا إن الست بتكون عندها استعداد سريع وفطري إنها تتجاوز النوع ده من المزاج أو تظبطه.. على الأقل لو شافت من جوزها الدعم المعنوي زي نظرات الحب ولمسات الحنان والأحضان الدافية والكلام الحلو المشجع.. وبردو بتكون الهدايا التعبيرية مفيدة قوي مش مهم تكون غالية أبدا..

-       الموضوع مش بسيط فعلاً!

-      كمان العلماء بيفسروا إن السبب وراء نكد الزوجة هو الرغبة الملحة في التواصل مع جوزها خصوصاً لما بتحس إنه سايبها لوحدها على طول.. أو متجاهلها.. أو ساكت.. أو مش بيشركها معاه في شئونه الشخصية وشئون البيت.. وكمان ممكن يكون تصرفها بسبب غيرتها - والغيرة من النوع ده شيء طبيعي في الستات - عليه من شخص تاني بيقتحم حياتهم.. أو إنها تشوف اللي يخيلها تشك في سلوكه.. بردو الشعور بالنقص بيكون ورا النكد.. والنقص ممكن يكون عند الراجل زي الست.. كل واحد ونقصه بقى!

-      نقص كمان؟ يا لطيف إلطف يا رب!

-      علماء الاجتماع بردو بيفسرولنا إن السبب وراء نكد الزوجة هو الظروف الاقتصادية الصعبة.. لإن الست قلوقة بطبيعة الحال وبتخاف من المستقبل أكتر من الراجل.. كمان اضطرار كتير من الستات العمل فده بيأثر على مزاجهم العام وبيزود قلقهم.. وكمان وده الأهم بيشغلهم عن طلبات أجوازهم الشخصية والأسرية.. وده سبب مهم جدا ورا شكوة الراجل من مراته وإنها نكدية عمال على بطال.. اضف لده إن العلماء بيأكدوا إن المرأة بتخزن في ذاكرتها وعقلها الباطن شعور لاإرادي بناء على تربيتها - خاصة في بلاد انا الشرقية - بالتبعية للراجل.. علشان كده بتلاقيها بتستخدم العاطفة والالحاح العاطفي في الحصول على اللي عاوزاه منه.. بردو الصراع معاه من أجل تحقيق ذاتها.. كل ده بيوتر العلاقة بينهم وبيهكرب الجو جداً.. يعني نكد مفيش كلام!

-      يعني الحل في أيد الراجل إنه يخليها سعيدة أو نكدية؟

-      مفيش أدنى شك إن الزوج لو اتمتع بالذكاء الأسري هيفرق كتير مع مراته.. خصوصاً إنها في حالات البكاء والانفعال والاكتئاب والاحباط مبتبقاش محتاجة لردود منطقية خزعبلية من جوزها.. مبتبقاش عاوزه إلا يا عبقري منك له إلا الحنان.. ثم الحنان في كل أشكاله.. واحتواء عاطفي يغمرها.. ومتنسوش إن سيدنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أوصاكم بالمرأة.. ومن توجيهاته العظيمة (رفقا بالقوارير).. (خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلى).. (ما أكرمهن إلا كريم، وما أهانهن إلا لئيم)..

-      صل الله على محمد.. صل الله عليه وسلم..

-      كمان من ضمن أسباب النكد الروتيني؛ الرغبة في معرفة التفاصيل من جانب الزوجة.. كنت فين؟ ومع مين؟ ورايح فين؟ وجاي منين؟ وكلت أيه؟ وشربت أيه؟ ومعاك كام؟ وهتعمل أيه؟ وأمته؟ وليه؟

-      ده بيحصل فعلاً..

-      الحق يتقال بردو.. الراجل ملول بطبعه، وغير مهتم بالتفاصيل.. وغير صبور، وسريع الأداء في كل شيء عن الست.. ومبيحبش يحب صيغة الاستجواب.. ولا بيحب المعارضة لأوامره.. وكمان بيحب التملك وفرض الشخصية عن المرأة.. والمأساة إن فيه رجالة كتير بيعشقوا تطنيش طلبات زوجاتهم..

-      يا ويلهم.. وخراب بيتهم!

-      عموماً.. في نهاية موضوعنا الشائك ده.. بنأكد على إن علاج النكد - أو ميل الزوجة إلى النكد - لازم يبدأ كعلاج تربوي وقائي.. بمعنى إنها في الأساس لازم تتربى كبنت في بيت أبوها على أنها إنسانة زيها زي الراجل ومش شيء مهمل أو مكمل وتابع وخلاص.. وفي نفس الوقت لازم النكد الأسري يتعالج نفسياً وللطرفين على حد سواء.. والاختصاصي أو الطبيب المعالج هو اللي يحدد مين فيهم الأكتر ميل للنكد وصنع للخلافات الزوجية..

والسلام على جناح المحبة أحلى ختام،،،،

(تمت)


تعليقات