قناع..
من الكرتون وبخيط رفيع أخفى ملامحه وراءه
وكذلك فعل أقرانه، ثم أُزيح الستار عن مسرح الحياة، فبدأ العرض الذي لطالما نفث عن
مكنون أفئدتهم.. ظن نفسه فارساً مغواراً لا يُشق له غبار.. نمى كعود ريحان بين
لبلابٍ وشوك، يشتمون طيبه ويمتصون غذاءه، ويجرحون مشاعره ثم يولونه الأدبار.. في
لحظةٍ، لم يحتملْ آلام جرحه الغائر، نزع القناع ، فيما أبوا، وتمسكوا بورقة زائفة
تجمل قبحهم.. فأُفلت الفارسُ من بين يديه، وسقط تحت أقدامهم.. مضى وهو يعلم أن
ظهره عارٍ، وأن سهامهم ستشق طريقها إليه.. لم يعبأ وقرر ألا يختفي وراء قناعه مرة
أخرى حتى ولو كان للنبل.. تخافتوا بينهم: مجنون.. مجنون!
خاطرة قصصية من مجموعة: قبلات الفجر
(الإسكندرية في 1 مايو 2016م)