(عصمت) واحدة من تلكم
النسوة اللائي نذرن أنفسهن للأسرة.. كانت كلما نظرت إليها ابنتها (هناء)
وهي تطبخ، وتغسل، وتمسح، وترتق ملابساً شعرت بقلبها ينخلع عليها "أهذه أم..
أم زوجة.. أم عبدة.. أم كلهن؟!"، وما أن تلحظها الأم حتى تبتسم في حنان بالغ،
فتمحو (هناء) نظرات الأسى سريعاً وترسم ابتسامة كاذبة، فتقول لها أمها وهي
تلقف إبرة الخيط من جورب تصلحه:
- اجتهدي لتصنعي لنفسك حياة غير حياتي، فعيناك تنبآني بأنها لا تروقك.. عموماً أيامكم سوف تتغير، لكن سيبقى قلب الأمهات واحد أينما كنَ..
كانت (هناء) تكمل ابتسامتها، ثم تلاحق في كتابها معانٍ جديدة لم تكن تعرفها من قبل!
خاطرة قصصية من مجموعة: قبلات الفجر
(الاسكندرية في 15 مايو 2017م)