كان يمسكان بيدي، وأنا بينهما نعبر الطريق..
كانا يخافان.. بل يهلعان إذا ما وقع لي مكروه.. وعبرنا بحمد الله تعالى.. وصلنا إلى الضفة الأخرى، ولم تغرقنا أمواج الحياة.. لكن الموت وقف يترصدهما عند هذه الجهة،
وكنت غِراً صغيراً.. اختطفهما مني تحت عجلات سيارة طائشة يقودها مخمور، ركب الرصيف
وقذفني هناك وحيداً يسيل الدم من أنفي.. هما ماتا وصعدا إلى العلي، وأنا مت، لكني
بقيت على الأرض أتنفس حتى تزوجت وأنجبت (نور)؛ هذا المخلوق الذي أرضعني
الحياة في نظرات وضحكات وصرخات.. نعم.. كم كنت لهما كل الحياة!
خاطرة قصصية من مجموعة: قبلات الفجر
(الإسكندرية في 19 يونيه 2015م)