"عاشت مصر حرة مستقلة"...
كانت هذه آخر عبارة نطق
بها (قدري) قبل أن تمزق رصاصات الغدر صدره البريء؛ انطلقت من بندقية محتل
غاشم دججته كتائب الظلم بالكراهية، ونزعت من قلبه ضميره.
حذرته أخته قبيل نزوله
إلى الشارع مع زخم الثائرين، لكنه مثلهم كان رافض لأي قدم تدنس أرض وطنه الطاهرة.
قال وكله حماسة وشباب:
- "مصر
أغلى.. مصر أبقى"..
ثم مات مبتسماً فقد رأى
الأمل يزحف في مواجهة الغاشمين.. لما بلغ (سنيه) خبر أخيها هتفت من قلبها
المفجوع "تعيش مصر حرة مستقلة"، ثم أسرعت إلى الشارع تتهادر مع جحافل
الأمل الزاحفة صوب الحرية.. ماتت (سنيه) بنفس الرصاصات وعلى وجهها نفس الابتسامة!
خاطرة قصصية من مجموعة: قبلات الفجر
(الاسكندرية في 27 مايو 2017م)