زعق في وجه المنهار بداخله:
- لابد أن تعيش يا رجل!
وتوافدت عليه ذكريات شتى
من بين سنوات غائبة فاجترها واحدة تلو أخرى ما بين حلو ومر، وفرات وأجاج، واستعذب
العذاب، واستغرب الفرح.. ومن قلب المعاناة إلى كف الراحة، وبين نقطتي الذهاب
والرجوع، استمر يعيش برغم ما يقتات المنهار بداخله على جراح الأمس!
عند رأس الحكمة وقفا يتجادلان؛
أيهما يحكم المسيرة، وانحسم الأمر أخيراً:
- أيها المنهار ابقى بالداخل واجترح الخوف والحزن كيفما
تشاء.. لكنني سأطل على تقاسيم الجسد فارساً أبياً لا تقهرني.. ولو أنت للذكريات
ستجتر فأنا بالرغم عنها وعنك سأستمر!
خاطرة قصصية من مجموعة: قبلات الفجر
(الإسكندرية في 8 مايو 2016م)