مشى خطواتٍ صوب غايته ثم تراجع وأعاد الوجهة.. أكد لنفسه - ولهم - أنها المرة الأخيرة التي يتردد فيها.. ترنح لكنه تماسك ثم مضى، وبعد حينٍ من قوة أبداها، لاح نجم جديد في سماءه فاهتز وهاجت دواخله.. "يا لي!.. أبعد كل هذا الكد يصل قبلي، ويبزغ عني؟!".. توقف مجهداً كأنه يقول "لا فائدة!.. رأوه تخاذل فتغامزوا، ومصمص بعضهم شفاهه.. كاد يغير مساره ليحاكي الواصل قبله، لكن المخلص له قالها صريحة هذه المرة "أنت تحاكي النجاح ولا تصنعه".. لم يتعجب (عطية) فقد كان يعلم، ثم زفر الهم الجاثم فوق صدر الإرادة، وصمم أن يكمل وجهته حتى لو تأخر بعض الشيء!
خاطرة قصصية من مجموعة: قبلات الفجر
(الاسكندرية في 11 مايو 2017م)