"بكره تكبر يا حبيبي.. وتبقى أب جميل..
بكرة تكبري يا حبيبتي.. وتبقي أم جميلة..
صدقوني يا ولاد.. وكما تدين تُدان"..
مش عاوز أشغل اسطوانة كنا زمان مؤدبين آخر حاجة.. ولا محترمين طحن مع أهالينا.. حتى طحن دي مكوناش بستخدمها.. ولا أي كلمة من آخواتها من الألفاظ العجيبة اللي مش هقدر أنطقها هناهوات.. ولا هقولكم جيلنا وجيلكم لإن الكلام ده بنسمعه ليل نهار من لما كنا زيكم صغيرين أو حتى أكبر منكم شويه..
- طب أيه اللي اتغير
بقى يا عمو؟ عمو أيه اللي اتغير بقى؟
- سامعك يا بني..
هو انت هتشغل اسطوانة عمو يا عمو ولا أيه يا حبيبي؟
- انجز يا عمو..
- حاضر يا روح
عمو.. شوف يا ابني.. شوفي يا بنتي.. اللي اتغير إن قلب المراهق اتحجر عن أيامنا..
إحنا كنا بردوب نتمرد وبنطنش وكده يعني.. ده سلوك إنساني قديم.. لكن كان قلبنا -
إحنا كجيل وحتى الأجيال اللي سبقتنا – بيوجعنا من جوه وإحنا بنعمل ده.. كان ضميرنا
حي.. لكن دلوقتي إنتم بتعملوا ده بكل برود وقلب متحجر.. وكأنكم مستمتعين بالقسوة..
وكأنكم متعمدين الطناش.. مش هقول عقوق لإنها كلمة كبيرة قوووي وطبعاً هي كبيرة من
الكبائر..
- مش لدرجة عقوق يا
عمو..
- يا بني ما أنا
بقولك مش "هقول عقوق لإنها كلمة كبيرة قوووي وطبعاً هي كبيرة من الكبائر"..
بس هل إنت عارف يعني أيه عقوق الوالدين أصلاً.. سمعت عنه.. شوف يا غالي.. ربنا عز
وجل بيقول في قرآنه الكريم:
"وَقَضى رَبُّكَ أَلّا تَعبُدوا إِلّا إِيّاهُ
وَبِالوالِدَينِ إِحسانًا إِمّا يَبلُغَنَّ عِندَكَ الكِبَرَ أَحَدُهُما أَو
كِلاهُما فَلا تَقُل لَهُما أُفٍّ وَلا تَنهَرهُما وَقُل لَهُما قَولًا كَريمًا*
وَاخفِض لَهُما جَناحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحمَةِ وَقُل رَبِّ ارحَمهُما كَما
رَبَّياني صَغيرًا" (سورة الإسراء :23-24)..
"وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَا
تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّـهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا" (سورة البقرة:
83)..
"وَاعْبُدُوا اللَّـهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ
شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا" (سورة النساء: 36)..
"وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا" (سورة
العنكبوت: 8)..
"وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا" (سورة الأحقاف: 15).. صدق الله العظيم..
كمان سيدنا رسول الله ﷺ قال في حديثه الشريف "ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟ قلنا: بلى يا رسول الله. قال: الإشراك بالله، وعقوق الوالدين وكانَ مُتَّكِئًا فَجَلَسَ فقالَ: ألا وقَوْلُ الزُّورِ، وشَهادَةُ الزُّورِ، ألا وقَوْلُ الزُّورِ، وشَهادَةُ الزُّورِ فَما زالَ يقولُها، حتَّى قُلتُ: لا يَسْكُتُ".. وعن المغيرة بن شعبة - رضي الله عنه - عن رسول الله ﷺ أنه قال: "إن الله حرم عليكم عقوق الأمهات ، ووأد البنات ، ومنعا وهات ، وكره لكم ثلاثا : قيل وقال ، وكثرة السؤال وإضاعة المال".. كما ورد في الحديث الشريف: "ثلاث دعوات مستجابات لا شك فيهن: دعوة المظلوم، ودعوة المسافر، ودعوة الوالد على ولده".. وعن ابن عباس - رضي الله عنه - أن رسول الله ﷺ قال: "ملعون من سب أباه، ملعون من سب أباه".. وعن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله ﷺ قال: لعن الله سبعة من خلقه فوق سبع سموات: ملعون من عق والديه.. وعن أنس أن رسول الله ﷺ قال: من أرضى والديه فقد أرضى الله، ومن أسخط والديه فقد أسخط الله.. وعن أبي بكرة، أن رسول الله ﷺ قال "كل الذنوب يؤخر منها ما شاء الله إلى يوم القيامة إلا عقوق الوالدين، فإنه يعجله لصاحبه في الحياة الدنيا".
- نرجع تاني ونقول
إنتم جيل مظلوم لإن التكنولوجيا فرمتكم وبقيتوا تشبهوها لدرجة كبيرة .. كيوت..
وصيحة آخر حاجة.. بس الروح فين؟ هه الروح فين؟.. حد يقولي "الروح فين"؟؟
-
فعلاً إحنا مظلومين..
- ومع كده إنتم جيل
صعب.. الأب ينادي على ابنه أكتر من عشرين مرة وإنت ولا هنا.. واللي يزعل انك سامع
وعامل إن الهاند فري قاطعة عنك الميه والهوا.. ونسيت إن أبوك أكيد استعمل الهاند
فري وعارف إنك مع زعيقه وصريخ أمك عليك والأكل بيتحرق على البوتجاز سامع كويس.. بس
مطنش كالعادة!!
-
خلاص اتفقسنا يا ض يا
حمو!!
- ولما واحد منهم
يجي يستدر عطفكم بكلام طيب.. وبنحنحة قلب خسايه يظهر جحودكم على طول والواحد فيكم
يقول "مبحبش الحركات داهيت.. فكك مني.. الكلام ده مبيجيش معايا سكة"..
آه لو تعرف؟
-
أيه بس يا عمو.. قول قول
متتكسفش..
- إحنا كنا بقى
بنسمع صوت طرقعة الشبشب ولسوعة الحزام.. وكان فيه زمان أداة تأديب اسمها
الخرزانه.. ياما علمت على (...).. ولا بلاش.. أهي ذكرى أليمة والسلام!!
- كنتم بتضربوا؟
- يا بني كان فيه
جسم بيتوجع وروح بتئن.. ومع ذلك لما كان الأب بيتعب أو الأم بتتوجع ولو بسبب شوية
برد كان قلبنا بيرتعش من الخوف عليهم ونجري على طول على الاجزاخانة.. عارفينها؟
اللي هي دلوقتي اسمها الصيدلية.. ونجيبلوهم دوا.. رد فعل سريع.. مش تنبله..
وجبلنه..
- أيه الكلام
العجيب ده؟
- عجيب.. فعلا..
كلامنا بالنسبة لكم بقى عجيب.. بص يا أسد زمانك.. م الآخر.. الفرق واضح.. المشاعر
بقت زي التكنولوجيا والانترنت.. آي والله.. بقت إيموجي وبس!! لكن للحق إحنا كجيل
آباء بردو عندنا خطأ كبير وفادح.. وهو إن إحنا طريين أكتر من اللازم.. ومش عارفين
نربي زي أبهاتنا وأجدادنا عليهم رحمة من الله
تعالى ورضوان..
- أخيراً..
اعترفتوا بغلطكم؟
- عندك حق يا وحش..
بس الزمن مبقاش مساعد.. معطياته قاسية على الجميع.. ومن هنا أحب أقول للأبناء
أبهتكم وأمهاتكم شوية أكتر من الموبيل والانترنت والأبلكيشن..
- مفيش كلمتين
للحاج.. ولا الحاجة؟
- إزاي؟ أحب أقول لبابا
وماما.. حبوا ولادكم أكتر من الرغي في التليفونات.. والهري على صفحات السوشيال
ميديا.. وبردو لازم الأبهات يقعدوا مع ولادهم شويه بدل من قعدة الكافيهات اللي
بتقل الدماغ وتخفف الجيوب.. ولازم يكون بينهم مفردات مشتركة وحوار لطيف.. مش شخط
ونطر وتشويح.. يعني الابن له حق على أبوه.. زي ما للأب عليه حقوق.. فمن حق الابن
بردو إم أبوه يوده ويسأل عليه وعلى حاله.. يحسن معاملته.. وإن يعامله برحمة ورأفة وحنان.
وهنا لازم يجي في ذهننا على طول اللي قاله رسول الله ﷺ "كلكم راع،
وكلكم مسؤول عن رعيته،. الإمام راع ومسؤول عن رعيته، والرجل راع في أهله وهو مسؤول
عن رعيته (متفق عليه).. كمان قال صل الله عليه وسلم: "كفى بالمرء إثماً أن
يضيع من يقوت" (رواه أبو داود وأحمد).. ونختم موضعنا بالقصة دي: عن أَبي
هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قبَّل النَّبِيُّ ﷺ الْحسنَ بنَ
عَليٍّ رضي اللَّه عنهما، وَعِنْدَهُ الأَقْرعُ بْنُ حَابِسٍ، فَقَالَ الأَقْرَعُ:
إِنَّ لِي عَشرةً مِنَ الْولَدِ مَا قَبَّلتُ مِنْهُمْ أَحدًا، فنَظَر إِلَيْهِ
رسولُ اللَّه ﷺ فقَالَ: مَن لا يَرْحَمْ لَا يُرْحَمْ (متفقٌ
عَلَيهِ).
والسلام على جناح المحبة أحلى ختام،،،،
(تمت)