اظهر وبان عليك الأمان

 "متنسوش.. اعملوا الخير"...

الجملة دي كانت بتعجبني قوي لما كان أحد مقدمي برامج الأكل في قناة مصرية شهيرة بيختتم بيها حلقته مع زميله.. الحق يتقال الشخص ده كان باين عليه الطيبة والانسانية ودماثة الخلق.. ويمكن علشان كده ربنا عز وجل أنطقه بالجملة الجميلة دي.. وأنا كمان بقول لكل المحترمين "اعملوا الخير"..

بدايةً.. حضراتكم عارفين إن الخير له مجالات لا تحصى ولا تعد.. وأنا هنا مش بصدد أعرفكم  اللي إنتم عارفينه.. بس أنا هتكلم في ملمح واحد بس وهو الانفاق في الخير..

معروف طبعا إن للخير صورتين أساسيتين وهما؛ يا إما في السر.. يا إما في العلن.. في السر ممكن حضرتك تساعد محتاج من غير ما تجرح شعوره ولا تفضحه من غير من ولا أذى.. يعني من غير معايرة.. ولا تقليل من شأنه.. ومش لازم تكون في الصورة أصلاً في كتير من الحالات.. يعني تدفع وتساعد من بعيد لبعيد..

أما الانفاق في العلن فشيء مهم جدا جدااا.. زي التبرع بأرض أو مال أو الاتنين لبناء مسجد – مدرسة – مستشفى – دار أيتام – دار مسنين – الخ.. يعني منشأة عامة.. خدمية.. تنفع عدد كبير من فئات المجتمع المختلفة.. وهنا لازم أو يستحب على الأقل الاعلان عن تبرعك وصدقتك دي.. وده لأسباب كتيرة.. مهمة جدااا.. منها مثلاً:

ü     إنك تكون قدوه حسنة لغيرك.. وهنا التقليد في فعل الخير هيكتر الخير.. وطبعاً ده هيصب في صالح المجتمع ككل.. وبخاصة الفئات الأكثر احتياجاً..

ü     مجرد إعلانك وطبعا نيتك في الأصل رضا الله عز وجل ده بيبث روح الايجابية في المجتمع.. وفي محيطك الحيوي.. وهو المنطقة اللي حضرتك بتؤثر فيها اجتماعياً وناسها عارفينك كويس..

ü     النقطتين اللي فاتوا بيحققوا ما يُعرف بـ (الأمان الاجتماعي).. بمعنى إن أهل المجتمع الواحد بيشعروا بعض ومع بعض بالأمان.. لما الغني بيعطي الفقير.. والقادر يساعد المحتاج.. بالتأكيد هيسود مناخ اجتماعي معتدل.. جميل.. كله أمن وأمان.. ومفيش شك إن الحقد والكراهية هيقلوا من البسطاء تجاه الاغنياء..

ü     فيه نقطة أخيرة.. ومهمة من زاوية شرعية.. ولو إنها مرتبطة بالورع.. واللي هو شدة التقوى.. لما العلماء عرفوا الورع قالوا عنه إنه "ديمومة المراقبة للحقِّ والحذر أن يمزج باطلًا بحقٍّ، ودوام الحذر يعقب النجاة والظفر".. وهنا بنفتكر مع بعض حديث سيدنا النبي اللي روي عن سعد بن أبي وقاص.. واللي قال فيه (فضل العلم أحبُّ إليَّ من فضل العبادة، وخير دينكم الورع).. كمان ذُكر إن بعض الصحابة قالوا (كنا ندع سبعين باباً من الحلال؛ مخافة أن نقع في باب من الحرام).. وهو ده الورع.. ففيه أحد الصالحين (أو يمكن حد من الصحابة أو التابعين.. في الحقيقة مش فاكر دلوقتي) كان بيقول أنه كان بيخاف يظهر في موقف يتفهم غلط بالرغم إنه في الأصل بريء من إنه يكون غلط.. بمعنى إنه مبيحبش يحوط نفسه في الشبهات علشان محدش من المسلمين يظن فيه ظن السوء ويتكلم في سيرته بالسوء.. واللي يظن فيه كده يأثم لأن القاعدة بتقول (إن بعض الظن إثم).. وبكده يكون هذا الصالح سبب في ضرر لغيره حتى لو بطريقة غير مباشرة.. يا سلااام على الجمال.. وعلى الورع.. وعلى حب الخير للآخر باسلوب طاهر.. وراقي.. نرجع تاني للفكرة الأساسية وهي أسباب الانفاق في العلن.. على أرض الواقع لما بتحصل مثلاً كارثة في البلد.. حريق كبير مكان مهم أو بناء مستشفى كبير بيخدم أمراض مستعصية.. إلى آخره.. فالناس بتلاقي رجال أعمال ومشاهير بتبرعوا وبيقفوا جمب البلد والمواطن.. لكن فيه ناس كتير بتسأل هو فلان المشهور ده متبرعش ليه؟ وهو ممكن يكون إتبرع أصلاً، بس محبش يُذكر اسمه وهنا يكتر الظن السيء بسيرته.. علشان كده من الأفضل إنك يا مشهور.. يا اللي قادر طبعاً (لأن فيه مشاهير بس مش إغنياء ولا أثرياء) لازم تظهر في قضايا الوطن علشان تطمن الناس إنك جمبهم ومعاهم.. وإنك في خدمتهم.. وإن ثروتك اللي عملتها على أرض الوطن جزء منها في خدمتهم.. خصوصا في وقت الشدة.. وطبعا في وقت الرخاء كمان..

في النهاية بندعي إن ربنا يديم على كل ذي نعمة نعمته.. ويتقبل من المتصدقين صدقاتهم..  ويجازيهم بمثلها خير في الدنيا، ورضا في الآخرة.. آمين يا رب العالمين".. ونقول ونكرر زي ما قلنا في البداية "متنسوش تعملوا الخير"..

والسلام على جناح المحبة أحلى ختام،،،،


تعليقات