"خدوهم بالصوت ليغلبوكم"...
ده مثل شعبي شائع.. كتير من الناس بتطبقه من باب
الاستهبال.. أو الاستهطال.. أو يمكن الاستعباط.. يعني الشخص اللي بيستخدمه في
حياته اليومية مش أهبل لكن بيعمل نفسه أهبل.. ولا هو أهطل لكن بيعمل نفسه أهطل..
ولا هو حتى عبيط بس بيعمل نفسه عبيط!
- طيب ليه؟!
ما هي أصلها باينه قوي.. سامع حد بيقول:
- إزاي؟
أقول لحضرتك أنا بقى إزاي يا فندم.. يا محترم.. أصل أنا عارف النوعبة دي كويس وياما كلت على قفايا عيش..
الواحد من دول بيبقى مقصر جدااا.. والغلط ماسكه من ساسه
لراسه.. يعني من أخمص قدميه لشعر راسه.. زي ما بيقولوا بالفصحى.. الشاهد إنه بيكون
ليك عنده حق عرب فيعمل أيه؟ أيوه.. يقوم مغلوش على تقصيره ده.. وبسرعة يقوم داخل
عليك من باب العتاب.. وتلاقيه بالحنجل والمنجل قدر يبلفك.. أو هو افتكر بكده يعني
هيركب الموجه ويبقى هو فوق ضهر الموقف وعِلا
عليك.. خيال قوي الواد!! قال وإنت بقي يا عيني عليك غلبان.. واقف محلك سر.. ومش
مصدق إللي بيحصلك.. ولسان حالك بيقول: هو فيه أيه؟
ولثواني بتتلغبط.. ومن طيبة قلبك يمكن كمان تصدق إنك
فعلا إللي مقصر في حقه.. أو إنك إللي غلطان؟!
-
قد كده فيه ناس جبروت للدرجة دي؟
-
الاجابة.. نعم.. وأكتر من كده يا فندم.. إحنا في زمن ابن
الحرام مخلاش لابن الحلال حاجة..
-
ولا لابن الحرام إللي زيه يا أستاذ.. الناس هتقطع بعضها
يا أبو حميد يا أخي..
-
حضرتك عارف إن الناس دول بيكونوا يقظيين ومصحصحين قووووي..
ومرتبين أوراقهم كويس.. وبشمهندسين الطريقة بتاعتهم دي.. تقولش أسطوات فيها..
-
هوما مهندسين ولا أسطوات.. أنا اتلغبط؟
-
سلامتك من اللغبطة يا غاااالي.. متخودش في بالك.. ولا أقولك
أعتبرهم باش أسطوات وعديها يا راااجل.. ركز معايا شويه.. أصلي مبقوق منهم قوووي..
يا إخوانا الحياة أبسط من كده.. بكتير.. هو يعني الايهام والاستهبال والبلطجة الأدبية
دي شطاره؟ ولا الفهلوة دي أخلاق؟
-
لأ طبعا..
-
برافو عليك.. الحركات دي معدتش بتخيل علينا.. ما خلاص
جتتنا نحست من كتر المواقف اللي زي دي.. ولو إحنا بنعديها دلوقتي فعلشان إحنا
الأحسن.. مش أهبل.. واخدلي بالك من الجملة الأخيرة دي..
-
أيوه حضرتك..
-
علشان كده بنصح كل الطيبين وبشدد على الآتي: خلي بالك
لما تقابل صديق قديم مشوفتوش من فترة طويلة أوعاك تبدأ خالص بأي عتاب أو ملام.. لأن
ده بيضعف العلاقة النفسية بينكم..
-
أومال أعمل أيه؟
-
إبدأ بالسؤال عليه وعلى أحواله.. واطمن على صحته وأسرته
وشغله بدون أي تفاصيل.. وإظهر له المحبة.. دا حتى لو كان مقصر يا أخي ده هيخليه (أو
يمكن يخليه مش أكيد) يبقى يفتكر يسأل عليك في المستقبل القريب.. ولازم تعرف إن
ربنا عز وجل في كتابه العزيز بيقول "فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ
لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ
عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ
فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ (سورة آل
عمران: 159)" صدق
الله العظيم
-
فعلاً..
-
في ناس كتير بتعتبر إن العتاب وكتره من الفظاظة.. وبتزهق
خاصة لما بيخالط العتاب سوء ظن وكلنا حافظين كويس إن "بعض الظن اثم"..
علشان كده لازم تلتمس لأخيك أو صاحبك أو صديقك أكتر من 70 عذر زي ما حبيبنا النبي
صل الله عليه وسلم علمنا.. فإن لم تجد له عذر فقل لعل له عذر.. ومتنساش إن رب
العزة قال في محكم التنزيل وهو أصدق القائلين: "وَلَا تَسْتَوِي
الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي
بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ. وَمَا يُلَقَّاهَا
إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ" (سورة
فصلت: 34 - 35) صدق
الله العظيم
-
صدق الله العظيم..
-
يا أخي عامل الناس زي ما تحب إنهم يعاملوك بيه.. عودهم على
الرقي في التعامل.. ومع الوقت صدقني هيعملوا لك حساب وهيعرفوا حدودهم معاك وده مش
ضد الطيبة.. خااالص.. لكن إحنا محتاجين نقطة نظام علشان الأمور متدخولش على بعضها..
وتبقى لخبطيطه .. وزي ما بيقوا لكل مقام مقال..
-
يعني أيه؟
-
يعني العلاقات حتى ولو حميمية وقريبة مش لازم تكون سداح
مداح.. بظرميت يعني.. بالعكس إللي بيحافظ عليها للأبد أن يكون فيه خصوصية.. وحدود..
بعيد طبعاً عن الخباثه.. والنفسنه.. وخليكو فاهمين كويس إن الاحترام المتبادل يا
محترمين هو رمانة الميزان إللي بيحكم العلاقات الانسانية.. وهو الضامن لصحتها
وبقاءها قوية.. ومتينة.. ركزلي شوية على الاحترااااام.. وإتك شويه على المتباااادل..
واستمتع بحياه جميلة وهاديه ومفهاش عتاااب..
والسلام على جناح المحبة أحلى ختام،،،،